بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة الزهراء رضي الله عنها هي بنت رسول الله (ص) و بنت السيدة خديجة أم المؤمنين (ع)، و فاطمة هي سيدة نساء العالمين، ما عدا مريم.
تعلق رسول الله (ص) بإبنته فاطمة (ع) تعلقاً خاصاً لما كان يراه فيها من وعي وتقوى واخلاص فأحبها حباً شديداً الى درجة أنه كان لا يصبر على البعد عنها، فقد كان إذا أراد السفر جعلها اخر من يودع وإذا قدم من السفر جعلها أول من يلقى.
وكان إذا دخلت عليه وقف لها إجلالاً وقبلها بل ربما قبل يدها
وكان (ص) يقول:
فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبني. فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبَيّ. فاطمة سيدة نساء العالمين.
هذه الشهادات وأمثالها تواترت في كتب الحديث والسيرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذي لا ينطق عن الهوى ولا يتأثر بنسب أو سبب ولا تأخذه في الله لومة لائم.
وتزوجت الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه، وقد انقطع نسل رسول الله إلا منها.
كان زواجها منه تحقيقاً للمخطط العظيم وتنزيلاً لقدسية الكلمة، وكان زواجها استكمالاً لمتانة ما أنيط بها، وما كان الحسن والحسين غير نتاج هذا الرباط الذي اكتملت به المشيئة.
والزهراء المرأة المشرقة الوجه، والبيضاء المستنيرة، والزهراء أيضا السحابة البيضاء وسميت سورة البقرة : الزهراء، وكذلك سورة آل عمران لأنهما سورتان منيرتان مضيئتان.
وروي أن الرسول كان أزهر اللون، وهو الأبيض المستنير.
لقد تميزت السيدة الزهراء بمستواها العلمي العميق من خلال اهتمامها بجمع القرآن وتفسيره والتعليق بخطها على هامش اياته المباركة حتى صار عندها مصحف عُرف بمصحف فاطمة (ع).
عندما حضرت رسول الله (ص) الوفاة أسرَّ إليها بكلمة فبكت، ثم أسرّ إليها بكلمة فضحكت فسألها البعض عن ذلك بعد وفاة النبي (ص) فقالت: أخبرني أنه راحل عن قريب فبكيت ثم أخبرني إني أول الناس لحوقاً به فضحكت.
لم تستطع فاطمة الزهراء البقاء بعد رحيل أبيها كانت أحزانها تتجدّد كلما ارتفع الأذان يهتف : أشهد أن محمداً رسول الله .
أغمضت الزهراء عينيها للقاء ربها وما يزال قبرها مجهولاً
.
منقول
والله تبارك و تعالى أعلم]