يروي أن شريح القاضي (1) قابله الشعبي (2) ذات يوم فسأله الشعبي فقال كيف حالك ياشريح
قال شريح: بخير حال.
فقال الشعبي: كيف حالك مع أهلك .
قال شريح :والله ياشعبي منذ عشرين سنة لم أري من زوجتي مايغضبني قط .
فتعجب الشعبي وقال ياشريح منذ عشرين سنة لم ترى من زوجتك مايغضبك قط .
قال شريح : نعم .
فقال الشعبي: وكيف ذلك؟
قال شريح: والله ياشعبي منذ أول ليلة دخلت فيها علي زوجتي رأيت فيها حسن نادرا وجمال باهرا فقلت أصلي ركعتين شكرا لله عز وجل, يقول شريح فلما صليت وسلمت رأيت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي فلما ولما أنفض الأهل والأحباب قمت إليها ومددت يدي نحوها قالت أتسمح لي بالكلام فقال قال نعم.
قالت : أحمد الله وأستعينه وأستغفره وأصلي وأسلم علي محمد وأله وبعد.أبا أميه أني أمرءة غريبة عنك ، لاعلم لي بأخلاقك فقلي ماتحب فأتيه وماتكرهه فأتركه،أبا أميه لقد كان لك من نساء قومك من هي كف لك فتتزوجها , وكان لي من رجال قومي من هو كف لي فأتزوجه ،أما وقد قضي الله أمرا كان مفعولا وملكت فلتصنع ماأمرك الله به فامساك بمعروف أو تسريح باحسان ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك.
يقول شريح :فأحوجتني والله الي خطبة في ذلك الموضوع فحمدت الله عز وجل وقلت أحمد الله وأستعينه وأستغفره وأصلي وأسلم علي رسوله وبعد: فانك قلتي كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حضك وان تدعيه يكن حجة عليك ....
أما إني أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا.
فردت المرأة التقيه فقالت فما تحب من زيارة أهلي ؟
فقال : ماأحب أن يملني أصهاري .
فقالت ماتحب من جيرانك؟
فقال: بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء ..
ثم قال شريح للشعبي: فبت معها أنعم ليله ومكثت معها عشرين عاما لم أرى منها مايغضبني قط إلا مرة واحدة وكنت لها ظالما
ثم قال الشعبي: يالها من ليلة هانئة ، وعيشة راضية .
(1) شريح: هو شريح بن شرحبيل الذي ولاه عمر أبن الخطاب رضي الله عنه قضاء الكوفه فمكث 60سنه وكان يضرب به المثل بالعدل والإنصاف .
(2) الشعبي: هو أعلم التابعين ولد سنة 28 من الهجره وقال عنه مكمول : ما أعلم أحد أعلم من الشعبي .
ولشريح القاضي والشعبي ترجمة طويلة في سير أعلام النبلاء في المجلد الرابع.
==============
يالها من عيشة هانئة تلكم التي تكون بين الزوجين مثل ما قرأت
جزيت الجنه واوردت هذه القصه لتوضيح الحياه السعيده