Admin
(( المدير العــــام ))
عدد الرسائل : 4851 رقم العضوية : 1 النشاط : وسام التميز : ... : ... : .... : نقاط : 2356 تاريخ التسجيل : 03/06/2008
ملف شخصى اوسمة: 1 نقاط التميز: 300
| موضوع: قـصّــة هـيــام الخميس ديسمبر 10, 2009 7:30 pm | |
| قـصّــة هـيــام الجـزء الأول
سوف أكتب عن هيام.. هيام التي تأبى أن تتزوج لسبب يمكنني فهمه ******* زجاجة المياه الغازية تظل باردة جذابة إلى أن تُشرب.. بعدها تصير مجرد زجاجة خاوية مهملة يركلها الأطفال ويغطيها الغبار، وتحملها سعدية الخادمة إلى عبده البقال في إهمال فيتشاجر معها مؤكدًا أنها أخذت خمس زجاجات لا زجاجة واحدة من المهين أن تعتبر نفسها زجاجة مياه غازية.. هذا يوحي بالالتهام وبأنها مجرد سلعة، لهذا كانت تختار تشبيهًا أقل صدمة: ديوان شعر لم يُقرأ بعد.. زهرة لم تُقطف بعد الزواج يفقد المرأة كل أسرارها وكل غموضها، وهو ذات ما فطن له رجال الساموراي في الماضي عندما اعتبروا أن الزواج يفقد الفارس قدراته. هيام تؤمن بهذا، ويسرها جدًا أن تسمع العروض تنهال عليها.. لو تزوجت فلا عروض.. أما اليوم فسوف يقترب منها زميل العمل هذا أو ذاك مرتبكًا.. يعطي تلميحات خفيضة باهتة.. يتكلم عن الكفاح المشترك والحاجة لأن يمضي المرء حياته مع شخص يفهمه، ثم يتجرأ ويلقي بالعرض ـ هل لي أن أقابل بابا؟
سوف تنظر له كأنه أكبر غبي رأته في حياتها، وسوف تنظر للسقف بما معناه: ياربي.. ثم تخبره أن أباها توفي وأن عليه مقابلة خالها وأمها.. يسرها جدًا أن ترى الأمل في عينيه.. اللورد البريطاني المتأنق يعطي الثعلب فرصة للفرار وأملاً، ثم يشعل سيجارة وينظر لرفاقه وكلابه ويصيح: واصلوا المطاردة هذا شاب مجيد، ربّاه أهلُه جيدًا وحرص على أن ينال حظًا من العلم والخلق والدين وربما الوسامة.. شاب ناجح بكل المقاييس.. وهي سترفضه!! ستهز ثقته بنفسه، وبالتأكيد لن يشعر بالراحة أبدًا بعد اليوم وهو يرمق صورته في المرآة ربما أنا أسخف أو أفقر أو أقبح أو أغبى مما ظننت بنفسي؟؟ أمه سوف تقول له: إنه طن من الذهب يمشي على قدمين؛ لكنه لن يصدق.. لابد لأمي أن تقول هذا هذه الانفعالات تعطي هيام لذة لا يمكن وصفها.. لذة تفوق الزواج والأسرة بكثير ******* سوف يأتي الشاب ليلاً مع أبيه وأخيه وأمه، ولسوف يحاول الجميع أن يكونوا في غاية الظرف.. أما هي فلسوف تراقب الفتى تبحث عن خطأ ما، شاعرة بأنها قاض على وشك إصدار حكم الإعدام.. الفتى يهز ركبته كثيرًا.. إنه غير واثق من نفسه إذن.. يحك أنفه أي أنه كذوب.. مجلة حواء قالت: إن الدم يحتشد في أنف الكذابين فيشعرون بحكاك قوي.. يا لك من وغد كذوب ضعيف الشخصية إذن في النهاية تخبر خالها في حزن مصطنع أنه: مفيش نصيب تحاول أمها إقناعها.. الأمهات لا يفهمن هذه الأشياء، ربما لأنهن أكثر حكمة.. سوف تمر هذه الـ: زهوة -بلغة الأمهات- وتقل الفرص.. لابد من أن تكون الفتاة ذكية تعرف أفضل الفرص وتغتنمها.. لكن هيام لا تريد الزواج فعلاً.. سوف تعرف الوقت المناسب والعريس المناسب يومًا ما؛ لكن ليس الآن.. مستحيل أن تتخلى عن لعبة الصيد الممتعة هذه ******* يصعب معرفة اللحظة التي قررت فيها هيام أن اللحظة قد حانت يبدو أن تعب المعادن يحدث للبشر أحيانًا.. وقد جاء يوم قررت فيه أن تلين وتنهار.. لعل الأمر يتعلق بالتعب فعلاً أو يتعلق بشخص رامي يقول نقاد القصة: إن رأي المؤلف لا قيمة له.. المهم ما يراه بطل القصة وليس المؤلف. هذا صحيح إلى حد ما؛ لكني مضطر لأن أخبرك برأيي في رامي وإلا متُّ كمدًا بصراحة أنا لا أرتاح له كثيرًا.. منمق أكثر من اللازم.. أنيق إلى حد الأنوثة.. كل حركاته تمثيلية كأنه جربها مرارًا أمام المرآة قبل ذلك. كيف يمكن أن تقود سيارتك بيد واحدة وكف مفتوح وأنت مضطجع في مقعدك بزاوية 150 درجة؟ يد واحدة على المقود كأنك تمسحه من الغبار ولا تقود به، مع لفافة تبغ سوداء غريبة أنيقة في اليد اليسرى تحملها بأناقة كممثلات المسرح الغربيات.. ثم تلك الحركة التي يضم فيها يديه على صدره كأنه يتحدث من القلب بصراحة هو رجل يثير اشمئزازي؛ لكن من الواضح أنه راق لصديقاتها ومن المؤكد أنه راق لها جدًا وكانت هيام من الطراز الذي يمكن أن يتزوج شابًا -برغم كل مبادئها تلك- لمجرد أن تغيظ صاحباتها... صديقتها ليلى باهتة الشخصية من الطراز الذي خلق ليُقاد، وكانت هيام تحبها بجنون لأنها تلعب معها لعبة المعلمة والتلميذة.. تتحكم فيها كدمية مسالمة ضعيفة أقل منها في كل شيء، وكانت تتشاجر لها مع الجميع.. مع سائق التاكسي.. مع الشاب الوقح الذي دفعها في الزحام.. مع البائع الذي يغالي في السعر.. إلخ.. كأنها رجل يدافع عن امرأته *******
ليلى كانت معها في المكتب عندما دخل رامي يسأل عن تكلفة شحن مجموعة طرود لألمانيا.. نظرت له ليلى طويلاً، ثم قالت همسًا وهي تتنهد ـ لا خواتم ـ عم تتكلمين؟ ـ غير متزوج نظرت هيام إلى يده، وللحظة بدت لها كبحر يعج بالفرص ******* قالت ليلى بصوت مبحوح ـ إلى أين تذهب تلك الفرص الدسمة؟.. من يظفر بها يا ربي؟ في سرها قالت هيام ـ تذهب لي يا بلهاء.. أنا التي تظفر بها على كل حال كانت قد قررت أنه يكفيها شيء واحد.. أن يتقدم لها هذا الفتى الساحر وتعطيه موعدًا، ثم تأتي يوم سبت لتعلن في المكتب ـ هذا الفتى الوسيم الثري.. لقد تقدم لي الخميس الماضي لكني رفضته.. لا أحب الرجال الذين يستعملون المنديل كثيرًا وسوف تجن الأخريات غيظًا *******
على كل حال كانت توقعاتها دقيقة جدًا.. لقد بدأ رامي يتردد على المكتب كثيرًا.. أكثر مما يتحمله الموقف في الواقع؛ فمن الصعب أن يتحمس أحد لشحن الطرود بهذا الشكل. ثم بدأ يتعمد الكلام معها، والكلام كان كله عن الطرود –وهو موضوع شائق كما ترى– ثم بدأ يتطور.. إنه أهلاوي ومباراة الأهلي الأخيرة حديث الساعة.. ماذا؟.. هل تحبين كاظم الساهر مثلي؟.. غريب هذا الآن يمكننا أن ننسى كل ما عرفناه عن هيام.. لقد صارت تسأل نفسها في كل ليلة ـ متى يتقدم هذا المعتوه؟.. هل يحسبني سأنتظر للأبد؟ لكنها لم تكن متأكدة من رد فعلها لو تقدم.. هل ترفضه؟.. الآن لم تعد واثقة عرفت أنه وريث ثري جدًا، وأنه رجل أعمال، وأنه وحيد.. رأت سيارته ورأت كيف يدخن.. لم يكن يهز رجله أو يحك أنفه كثيرًا من الواضح أنه عريس ممتاز.. ******* قال لي عباس وهو يراجع ما كتبت ـ لا بأس.. الحلقة الأولى جيدة.. أشعر أن شيئًا سيحدث قلت له في غيظ ـ طبعًا سيحدث شيء، لو لم يحدث فلماذا أكتب أصلاً؟ ـ لكن حاول ألا تفسدها ـ سأحاول عباس لا يكف عن إهداء النصائح القيمة لي.. لولاه لتحولت إلى غبار كونيّ منذ أعوام ******* عندما غادر رامي الدار، سألتها أمها في لهفة ـ هيه؟.. ما رأيك؟ لاذت بالصمت ولم تقل شيئًا.. وأدهشها هذا الضعف من نفسها.. هذه الرقة الأنثوية تعتبرها هي شيئًا مخجلاً، ثم إنها لم تمرح ولم تتسل عليه بما يكفي قال خالها وهو يحشو فمه بطعام العشاء ـ سمعته طيبة في عالم الأعمال؛ لكن لا أحد يعرف شيئًا عن أهله.. لا شيء على الإطلاق.. جاء من الخارج ليقيم في مصر ويحكي قصة طويلة عن أهله الذين فروا من التأميم وبقوا في الخارج قالت أمها رأيها الدائم في أن العريس الممتاز هو العريس الذي يكون حالق راسُه وعادم ناسُه.. أي أنه بلا أهل، أما عن سبب جاذبية حلاقة الرأس؛ فليس لأن الأم من المعجبين بموضة Skin head ولكن لأنه لابد من قافية تتناسب مع ناسُه وهكذا تم الزواج.. ******* يـ تـ بـ ـع.. -د.أحمد خالد توفيق
| |
|
nonna
(( مشـــــرفة ))
عدد الرسائل : 1240 العمر : 37 رقم العضوية : 36 الدولة : النشاط : وسام التميز : ... : ... : نقاط : 748 تاريخ التسجيل : 17/06/2008
ملف شخصى اوسمة: 1 نقاط التميز: 30
| موضوع: رد: قـصّــة هـيــام السبت ديسمبر 12, 2009 6:23 pm | |
| ze=24] غريبة ان يتم الزواج بينهم هكذا وسنعرف فيما بعد ما سيحدث شكراااااا خالد [/size][si | |
|