[كلمات تصدر في لحظات من الصفاء النفسي، حين نترك لعقولنا العنان ونحررها من الأثقال فتطفو على سطح الكون وتسبح في بحر من الإبداع ، وحينئذ لا نرى ولا نسمع إلا كل ما هو مبدع وجميل... وقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حين كان يسبح بصدق مشاعره وصفاء نفسه وآمانة تفكيره إلى أجواء من العلا لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى...صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يارسول الله ، يا من كنت لنا أسوة وقدوة ومعلما ونبيا ورسولا، وكنت بنا رؤفا رحيما... منك كان الصدق وبك تفتحت قلوبنا وعقولنا وبالصلاة عليك تطهر أفئدتنا.
*****
إن أثمن وأجمل وأكبر ما يملك الإنسان هو الحب، تلك المشاعر الجياشة والأحاسيس المرهفة، واللهفة للقاء، فلا تبددها بتوجهك بها نحو إي مخلوق، ولكن توجه بها مع من تحب من الناس إلى رب الناس وخالقهم ومعطيك هذه المشاعر والأحاسيس والرغبة في اللقاء ، فيبارك لكما في حبكما وتكونا عند الله من المحبين في جلاله، فتصاحبك البركة وتنعم بالرضي من ربك ومن كل من حولك من الناس.. وإن لم تصدقني فاسمع قول ربك:إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96} سورة طه
*****
إذا توجهت بحبك إلى الذي وهبك قدرتك على الحب.. ووهب لك مصنعا يمدك بالرعاية والعطف والحنان وهي أمك، ثم وهبك من يرعاك ويضحي بكل ثمين من أجلك وهو أبوك، وحعل لك قلبا فيه الفؤاد وبه تحيا، فإذا ما توجهت بكل ذلك كنوع من الإعتراف بفضل الله والإستسلام له بأثمن ما لديك وهو قلبك وفؤادك وسمعك وبصرك، إذا فقد زادك الله في كل ما أعطاك من نعم ظاهرة وباطنة، زادك بكرمه وهو أكرم الأكرمين، أما إذا توجهت بكل تلك المشاعر والعطايا إلى مخلوق مثلك فلا تلومن إلا نفسك بعد ذلك. والحمد لله رب العالمين.
***
الحب إن كان لغير الله فلا يمكن أن تعرف معناه... وكل حالة تعيشها وتتصور أنها الحب وهي بعيدة عن الله فاعلم أنك تعيش الوهم ... لأن الحب هو نبض الحياه والذي وهب الحياة هو الله، فإن نبض قلبك بغير حب خالقه فقد نبض بكل ماهو وهم وشقاء. وهو درب من دروب الخيال.إذا أحبك المخلوق فماذا يمكنه أن يعطيك؟ لا يملك إلا بعض كلمات الود والمحبة.. ولكن إذا أحبك الله تبارك وتعالى فقد أعطاك الحكمة والسداد والكلمة الطيبة، وجعلك مفتاح للخير مغلاقا للشر وسببا لإسعاد الآخرين.
***
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13}
إن كنت تقيا عند الله فانت عند الناس محبوبا، وإن كنت مؤمنا عند الله فأنت في قلوب الناس ودودا، وإن كنت صادقا عند الله فأنت عند الناس حكيما وحكما وقاضيا.